mercredi 12 janvier 2011

رسالة إلى شرطيّ طبّق "التعليمات"...؛




أخاطبك و لم أجد كلمة أناديك بها...؛

فلا أقدر أن أناديك "صديقي" لأنّك أبعد ما تكون عن ذلك

لا أقدر أن أناديك "أخي" أو "خويا" كما كنت قد ناديت كلّ من أعرف أو أجهل أو أحبّ أو حتّى من أكره

لا أقدر أن أناديك حتّى "يا سيّد" أو "يا شسمك" أو أيّ كلمة يُخاطَب كائن بشريّ لأنّك في نظري لست منهم...، لأنّك في نظري لست منّا

سأخاطبك بضمير غائب كضميرك: كرحمة قلبك، كإنسانيّتك، كذكائك، كغبائك، كحزنك، كفرحك، ككلّ إحساس بشريّ في نفسك

أخاطبك و أتمعّن في عمق عينيك و قد تحوّل لونهم الخضراويّ إلى آخر لم أر أبشع منه في حياتي من قبل

أخاطبك الآن و قد نزعت مدرّعاتك و تركت جانبا سلاحك الحربّي الذي نازلت به "إرهابيّي" وطنك

أخاطبك الآن و أنت تجالس نفسك بعد أن قمت "بواجبك" تجاه مشغّلك، و أثبتّ نجاعتك الكاملة...: قتيلان برصاصة في الرّأس...، بعض الجرحى، عدد منهم قد يشفى و آخرون قد يحملون آثار رصاصك بقيّة حياتهم...، لتران أو ثلاثة من دموع أمّهات ثكلى و أيتام ملتاعين...، الآن سوف أخاطبك

أخاطبك و أسألك

أسألك يا ضميرا غائبا عمّا تشعر و أنت في زيّك المدنيّ بعد أن قطفت، أو قصفت الثمار التي أمرك "مشغّلك" بجمعها؟

هل تعي يا ضميرا غائبا بأنّك الآن ترتدي لباس المجرمين و سفّاكي الدماء؟

هل تعي يا ضميرا غائبا بأنّك اقترفت جرائما لا تغتفر؟

هل تعي يا ضميرا غائبا بوجع أمّ دفنت ابنها الذي استشهد تحت رصاص سلاحك؟

هل تعي يا ضميرا غائبا بمعنى أن تضغط على زناد سلاحك الحربيّ و تولج رصاصه في صدر رجل ملتحف بعلم الوطن؟

هل تعي يا ضميرا غائبا بمعنى أن تريق دماء من عرّض صدره لنيرانك مطالبا بحرّيته و حرّيتك؟

هل تعي يا ضميرا غائبا؟

هل تحسّ يا ضميرا غائبا؟

هل تحسّ يا ضميرا غائبا....؟





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire