mercredi 12 janvier 2011

رسالة إلى صحفيّ قرأ نشرة الأخبار...؛




سأخاطبك بنفس الضمير الغائب الذي خاطبت به زميلك الشرطي

نعم، زميلك...، لأنّ المجرم و المتستّر عن الجريمة سيّان...، يا ضميرا غائبا

سأخاطبك و أسائلك أن تخبرني...؛

فأخبرني عمّا يدور في صدرك و أنت تقرأ الورقة الملطّخة بالدّماء المرشوقة أمامك

أخبرني يا ضميرا غائبا، عن لون الدماء التي تطعم شرايينك و أنت تمرّر مسرحيّة عادل إمام صباح يوم تسفك فيه دماء مواطنيك

أخبرني بربّك عن إحساسك و أنت تتفكّه بنكت ركيكة و النيران تشعل أراضي وطنك

أخبرني بربّك يا ضميرا غائبا عن الوازع الذي يشحنك و أنت تلطّخ أوراق جريدتك محاولا تبرير دماء شهدائنا الطاهرة بحبر قلمك السمج الوسخ

أخبرني بربّك...، هل تعلم أنّ حبر قلمك و الرصاص المغروس في رؤوس الشهداء سيّان يا ضميرا غائبا؟؟؟

هل تعلم أنّ صوتك الذي يصلنا عبر التلفزة أو المذياع أبشع من صوت دويّ الرّصاص، يا ضميرا غائبا؟

فلتترك قلمك و مصدحك، و لتحمل رشّاشا مكانهما...، فحتّى إن كان الجرم واحدا، لعلّك بهذا تدّخر ذنوب النّفاق....، يا ضميرا غائبا



رسالة إلى شرطيّ طبّق "التعليمات"...؛




أخاطبك و لم أجد كلمة أناديك بها...؛

فلا أقدر أن أناديك "صديقي" لأنّك أبعد ما تكون عن ذلك

لا أقدر أن أناديك "أخي" أو "خويا" كما كنت قد ناديت كلّ من أعرف أو أجهل أو أحبّ أو حتّى من أكره

لا أقدر أن أناديك حتّى "يا سيّد" أو "يا شسمك" أو أيّ كلمة يُخاطَب كائن بشريّ لأنّك في نظري لست منهم...، لأنّك في نظري لست منّا

سأخاطبك بضمير غائب كضميرك: كرحمة قلبك، كإنسانيّتك، كذكائك، كغبائك، كحزنك، كفرحك، ككلّ إحساس بشريّ في نفسك

أخاطبك و أتمعّن في عمق عينيك و قد تحوّل لونهم الخضراويّ إلى آخر لم أر أبشع منه في حياتي من قبل

أخاطبك الآن و قد نزعت مدرّعاتك و تركت جانبا سلاحك الحربّي الذي نازلت به "إرهابيّي" وطنك

أخاطبك الآن و أنت تجالس نفسك بعد أن قمت "بواجبك" تجاه مشغّلك، و أثبتّ نجاعتك الكاملة...: قتيلان برصاصة في الرّأس...، بعض الجرحى، عدد منهم قد يشفى و آخرون قد يحملون آثار رصاصك بقيّة حياتهم...، لتران أو ثلاثة من دموع أمّهات ثكلى و أيتام ملتاعين...، الآن سوف أخاطبك

أخاطبك و أسألك

أسألك يا ضميرا غائبا عمّا تشعر و أنت في زيّك المدنيّ بعد أن قطفت، أو قصفت الثمار التي أمرك "مشغّلك" بجمعها؟

هل تعي يا ضميرا غائبا بأنّك الآن ترتدي لباس المجرمين و سفّاكي الدماء؟

هل تعي يا ضميرا غائبا بأنّك اقترفت جرائما لا تغتفر؟

هل تعي يا ضميرا غائبا بوجع أمّ دفنت ابنها الذي استشهد تحت رصاص سلاحك؟

هل تعي يا ضميرا غائبا بمعنى أن تضغط على زناد سلاحك الحربيّ و تولج رصاصه في صدر رجل ملتحف بعلم الوطن؟

هل تعي يا ضميرا غائبا بمعنى أن تريق دماء من عرّض صدره لنيرانك مطالبا بحرّيته و حرّيتك؟

هل تعي يا ضميرا غائبا؟

هل تحسّ يا ضميرا غائبا؟

هل تحسّ يا ضميرا غائبا....؟





samedi 13 novembre 2010

درس في الثقافة الغذائيّة للأطفال



المكان: حانوت لبلابي في باب الخضراء

الزمان: نهار السبت الثمنية غير درجين متاع الصباح

الشخصيّات: راجل عمرو في الأربعين و في حجرو بنتو عمرها يجي أربعة سنين، و قرابة 20 راجل غاطسين في اللبلابي و العظم و زيت الزيتونة

الراجل: ايّا كولي عيش بنتي

البنيّة: ما نحبّسسس

دبّري راسك...؛

مغرفتين و الا ثلاثة من بعد

أيّا باش تاكلي و الاّ لا؟ هاذا اسمو لبلابي، كعبة و كاس..، كعبتين و كاس...، فهمتي؟؟؟

أه؟

أهوكا قالّو..، سمعتيه؟ كعبة و كاس..... هههههه.......، كعبة و كاس....، هههههههه

:-O ........................

تي هيّا جرّبيه عاد (و طفّ، يحشيلها مغرفة قدّ راسها في فمّها)

ما عجبكش؟

تفففف، تففف...، ممممممم.....، آهاأه...، ما حبّسسس بابا

أڨعدي.....؛

مغرفتين أخرين، و يعمل هكّا يلطخلها عقاب كعبة بولو قدّامها

باهي كمّلي البشكوطو متاعك

مممممم....، ما نحبّس

أيّا امّالا و الله لاني شاريلك الشكلاطة...، و الاّ ما نهزّك للبلفيدار نخلّيك بحذا الڨرد و نروّح

وعععععععع....، ما نحبّس الڨرد بابا....، وعععععععععععع

تي أسكتي ينعن د...، تي أسكتي عليّ ها الصّباح

وععععععععع.....، وععععععععععع

الراجل يكمّل يلحس الصحفة، و يحمّل الطفلة و هي تنوّح مسكينة، و يمشي

ربّي معاها و برّا....؛

jeudi 2 septembre 2010


هو واحد من بين مئات سبقوا

هو ليس أوّلهم، و لن يكون حتما آخرهم...، و لكنّه شهادة أخرى تروي آلام شعب يعاني إيذاءات الظلم المكتوم علنا

هو شريط وثائقي يروي المآسي التي خلّفها انتصاب الجدار الإسرائيلي في نفوس الفلسطينيين الذين شاء قدرهم أن يولدوا في أحواز بيت لحم، و رام الله، و الخليل، و غيرها من مدن فلسطين

عمل رائع و موجع، يبيّن القهر الذي احتلّ نفوسهم، و سمّم قلوبهم، و أطفأ براءة أطفالهم الذين لم يعودوا يشبهون أيّ طفل آخر من أطفال العالم

عمل ترى فيه من خلال ستائر دموعك عمق الجراح التي خلّفها اختلاط أطفال فلسطين مع "جارهم" الجديد، و مع بنات "الغاليل" اللّواتي تخطفن بعضهم من وقت لآخر

أدعوكم لمشاهدة هذا الشريط، و أن تلتمسوا من خلاله شجاعة رجل لم يتردّد في الإحتكاك برصاص العدوّ حتّى يوصل للعالم صورا لعيون أطفال، قد تجنّب اللسان أحيانا عناء الكلام

حائط مبكى – إلياس بكّار


samedi 17 juillet 2010

مسرحية "قصر الشوك" : رائعة فنّيّة تضاف للمسرح التونسي



مسرحيّة استثنائية، تروي واقعا أليما يدركه كلّ من من رافقت بعض لياليه أروقة المستشفيات البيضاء الباردة
مسرحيّة تروي الآلام المخفيّة، المحجوبة خلف ستار الزمن و أشرعة النسيان
تروي آلام المرأة الباحثة عن حبّها المفقود...، المرأة المرهقة خلف حبيب عازف و قلب نازف و عجز موجع
آلام المنسيّ الذي لم يشك يوما أحد في أحاسيسه و وجعه و حبّه و كرهه و مواقفه و معاناته و عواطفه و...، و...، و...؛
آلام الأخت التي اختلطت في ذهنها حدود الحياة و الموت، حدود الحبّ و الكراهية، حدود عزّة النفس و احتقارها، حدود الأنا و الهي، و عدّة حدود أخرى تدرَك دون أن توجد كلمات تفسّرها أو تشرح معانيها
آلام الرجل الذي جمّد حبّه تحت جليد الأيّام و النسيان
مسرحيّة تروي عدّة آلام أخرى، تُحَسّ دون أن تقدر الكلمات عن وصفها
كلّ هذا يروى داخل مزيج أنيق ممتاز من الصوت و الإضاءة، حيث تأخذك الحكايات إلى دوامة من الأحاسيس و الآلام لتنتزع من عيونك عبرات لم تشكّ يوما في وجودها داخل نفسك
مسرحية "قصر الشوك" هي عبارة عن تحفة نادرة الوجود، قد تنسينا المحاولات البائسة و اليائسة التي "أتحفنا" بها المسرح التونسيّ هاته السنة، و قد ترجع لهذا الفنّ قيمته و هيبته التي تلاشت تحت وقاحة البعض و غرور البعض الآخر

فشكرا نعمان، و جميلة، و غازي، و منعم، و أمينة، و صبري، و ميش، و الصادق، و كلّ من شارك في إنتاج هذا العمل. فالتاريخ سيدوّن حتما نجاحكم، و عيوننا لن تنسى أبدا اليوم الذي أسلتم منها أحرّ دموعها

jeudi 15 juillet 2010

مدوّنة للإستعمال المحلّي




مدوّنة للإستعمال المحلّي، بعد قرار عمّار بتخصيص مدوّنتي الأصليّة للتصدير